يديك هي إحدى الطرق الرئيسية التي يستخدمها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ليشق طريقه من الأسطح إلى الجهاز التنفسي، لذا فإن ابقائها نظيفة واحدة من أكثر الأشياء المفيدة، والتي يمكنك القيام بها لمنع نفسك من الإصابة بالفيروس التاجي.
وبينما ينصح العلماء وخبراء الصحة حول العالم، وكذلك منظمة الصحة العالمية، بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون حيثما أمكن، ولمدة لا تقل عن 20 ثانية، فإن البعض يرى في استخدام الكحول الإيثيلي كمطهر حلًا بديلًا عن الصابون في الوقاية من الإصابة بكوفيد-19 عند التواجد خارج المنزل، ولكن هل فعلا يستطيع الكحول القضاء على الفيروس؟
ضعيف أمام بعض الفيروسات
يجيب عن ذلك تقرير منشور بموقع «وايرد» الأمريكي، بالقول إن فعالية المواد الهلامية من الكحول تعتمد على استهداف فيروس كورونا المستجد تحديدا، وليس شرطا أن يكون فعالا في أنواع أخرى من الفيروسات مثل «النوروفيروس»، وهو نوع من الفيروسات الكأسية يصيب الإنسان والأبقار والخنازير والفئران، وهو من الفيروسات «غير المغلفة»، لذا لا يكون للكحول تأثير واضح عليه، على عكس كوفيد-19.
على العكس، يتميز فيروس كوفيد-19 بكونه محاطا بغلاف دهني، يتكسر عند استخدام بعض المواد، في مقدمتها الصابون بمختلف أنواعه، وأيضا الكحول، ولكن شريطة أن يتم تدليك اليدين جيدا، واستخدام تركيز من الكحول لا يقل عن 60% من السائل، أو من المادة الهلامية للمعقم (الجل).
لكن الموقع الأمريكي يحذر في الوقت نفسه من أضرار ربما يلحقها الكحول بالبشرة، كما أن الكحول ثبت فعاليته في مكافحة كثير من أنواع الميكروبات، لكن ليس شرطا أن يكون فعالا بالدرجة الكافية للوقاية من كورونا.
كيف يعمل الكحول على تفكيك كوفيد-19؟
تتماثل وظيفة الكحول مع الصابون في استهداف الغلاف البروتيني لفيروس كورونا المستجد، وهو السلاح الأهم لدى الفيروس التاجي لاختراق خلايا جسم الإنسان وإصابتها.
الدكتورة شوبها برور، الأستاذة السابقة في علم الأحياء الدقيقة بمعهد «أول إنديا» للعلوم الطبية بالهند، تشرح، في حديث لها إلى صحيفة Indian Express، كيف يحارب الكحول الفيروس التاجي؟، قائلة إن «كوفيد-19 مثل الفيروسات التاجية الأخرى، ذات شكل كروي ولها بروتينات تسمى المسامير البارزة على سطحها، تلتصق هذه المسامير بالخلايا البشرية، ثم تخضع لتغييرات هيكلية تسمح للغشاء الفيروسي بالاندماج مع غشاء الخلية».
وتضيف برور: «يمكن للجينات الفيروسية بعد ذلك دخول الخلية المضيفة لنسخها، مما ينتج المزيد من الفيروسات»، وتُظهر الأبحاث الحديثة أن مسامير كوفيد-19 ترتبط بمستقبلات على سطح الخلية البشرية، وهنا يكمن دور الصابون أو الكحول في تفكيكها، وبالتالي القضاء على الفيروس بنسبة كبيرة.
الإفراط.. ضرر أكبر من النفع
أما الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة في مصر، فيرى أن الفعالية الكاملة للكحول في محاربة الفيروس التاجي «لم تتأكد تماما حتى الآن»، وذلك في حديث سابق على تلفزيون Extra News المصري.
ولا يحبذ «حتة» استخدام الكحول بشكل مفرط، لأن هذا من شأنه التأثير على طبقة الجلد، كما أن الصابون العادي يظل أكثر فعالية في استهداف الفيروس.
ويرى الطبيب المصري أن الإفراط في استخدام الكحول من شأنه أيضا تقليل فعالية هذا المعقم في استهداف كوفيد-19 مستقبلا، إذ ربما يكتسب الفيروس التاجي مناعة ضد الكحول، مثلما الحال في كثير من المضادات الحيوية، التي تصبح مع الوقت بلا جدوى.
ويدعو «حتة» إلى «عدم الاستسهال» في استخدام الكحول بديلا عن الصابون العادي، فالأفضل –كما يؤكد- هو تكرار غسل اليدين جيدا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، مع التدليك جيدا لكافة الأجزاء.
صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.