رصد علماء هولنديون، وجود علاقة طردية بين نقص «فيتامين ك» لدى غالبية المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وبين تطور حالات هؤلاء المرضى، مما استدعى نقلهم لغرف العناية المركز بالمستشفيات.
ويتوقع العلماء، وفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أن تشكل تلك الفرضية آمالا في مواجهة الفيروس التاجي الذي يسبب الرعب في جميع أنحاء العالم، بإصابته أكثر من 6.4 مليون شخص ومخلفا وفيات تزيد عن 383 ألف حالة عالميا.
وبحسب الدراسة الأولية المنشورة بالجارديان، تمت ملاحظة أن المرضى الذين ماتوا جراء فيروس كوفيد-19 أو تم إدخالهم إلى العناية المركزة لنفس السبب، يعانون نقصا في فيتامين «ك» الموجود في أطعمة عديدة مثل السبانخ والبيض والأجبان الصلبة والزرقاء، مما يزيد الآمال في أن التغيير الغذائي «قد يكون جزءًا من جهود مكافحة المرض».
نقص فيتامين ك = أسوأ الأعراض
ويعتقد الباحثون -الذين يدرسون حالات المرضى ممن تم إدخالهم إلى مستشفى كانيسيوس فيلهيلمينا في مدينة نيميجن الهولندية- في أهمية «فيتامين ك»، بعد اكتشاف وجود صلة بين نقصه وتسجيل أسوأ نتائج للإصابة بالفيروس التاجي.
ويسبب كوفيد-19 تخثر الدم، ويؤدي ذلك بدوره إلى تدهور الألياف المرنة في الرئتين، إلا أن فيتامين ك، الذي يتم تناوله من خلال الطعام وامتصاصه في الجهاز الهضمي، يعد مفتاح إنتاج البروتينات التي تنظم التخثر ويمكن أن يحمي من أمراض الرئة.
ويسعى الباحثون الهولنديون الآن للحصول على تمويل لتجربة سريرية، لكن الدكتور روب جانسن، العالم الذي يعمل في المشروع، قال إنه في ضوء النتائج الأولية سيشجع على تناول «فيتامين ك» بشكل صحي، باستثناء أولئك الذين يتناولون أدوية لزيادة سيولة الدم مثل الوارفارين.
وقال جانسن: «نحن في وضع فظيع ورهيب في العالم، ورغم ذلك لدينا حل ليس له أي آثار جانبية، حتى أقل من الدواء الوهمي، هناك استثناء رئيسي واحد وهم الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر. إنه آمن تمامًا مع الأشخاص الآخرين».
المصادر الصحية لفيتامين ك
وأكد الطبيب الهولندي على رأيه بالقول: «نصيحتي هي تناول مكملات فيتامين ك، حتى إذا لم يساعد في علاج كوفيد-19 الشديد، فهو جيد للأوعية الدموية والعظام وربما أيضًا للرئتين».
وأضاف جانسن:«لدينا فيتامين K1 وK2 وK3 في السبانخ والبروكلي والخضروات الخضراء والتوت وجميع أنواع الفواكه والخضروات، يمتص الجسم K2 بشكل أفضل، وهو موجود كذلك بالجبن الهولندي والجبن الفرنسي أيضًا».
وقال جانسن إن تناول الطعام الياباني من حبوب الصويا المخمرة المسمى «ناتو» يرفع بشكل خاص من معدلات النوع الثاني من فيتامين ك وقد يكون هناك سبب لمزيد من الدراسات حول فوائده الصحية.
فرضية جانسن تعززها آراء أطباء من اليابان أيضا، حيث يشير: «لقد عملت مع عالمة يابانية في لندن، وقالت إنه من اللافت للنظر أنه في المناطق التي يأكلون فيها الكثير من الناتو في اليابان، لا يوجد شخص واحد يموت من كوفيد-19، لذلك هذا شيء يجب أن نعمق البحث فيه».
اختبارات مبكرة للفرضية
البحث، الذي تم إجراؤه بالشراكة مع معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية ماستريخت، وهو أحد أكبر معاهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في أوروبا، قام بدراسة 134 مريضًا تم إدخالهم إلى مستشفيات خصصت لعلاج كوفيد-19، في الفترة ما بين 12 مارس و11 أبريل، إلى جانب مجموعة مراقبة من 184 مريضًا متطابقين في العمر ليس لديهم المرض.
جونا ووك، الباحث الثاني في الدراسة، الذي تم تقديمه لمراجعة الأقران، أمس الجمعة، قال: «نسعى لاختيار حالات عشوائية من مرضى كوفيد-19 ليحصلوا على دواء وهمي أو فيتامين K، وهو آمن للغاية في عموم السكان، ونريد أن نعطي فيتامين ك بجرعة عالية بشكل كافٍ، وسنقوم حينها بتنشيط البروتين المهم جدًا لحماية الرئتين، والتحقق مما إذا كان هذا الإجراء سيكون آمنا أم لا».