Connect with us

علوم وصحة

كيف تجعل صيامك صحيًا ليُعزز مناعتك ضد «كوفيد-19»؟

يمكن أن يتحول صيام رمضان إلى داعم للمناعة لمواجهة مخاطر الإصابة بكورونا ولكن شريطة أن يتم الصيام بأسلوب صحي

أثير جدل علمي حول تأدية فريضة الصيام هذا العام، مع حلول شهر رمضان وسط تفشي فيروس كورونا «كوفيد-19»، رغم أن كثير من العلماء أكدوا أنه لا ضرر من الصيام في زمن الوباء، لكن ما هو رأي علماء الطب حيال ذلك؟.

الدكتورة جينا ماكيوتشي عالمة المناعة بجامعة ساسكس في المملكة المتحدة، في حديث للنسخة الإنجليزية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، قالت إن هناك بعض الاعتبارات عندما يتعلق الأمر بالصيام أثناء الوباء، إذ أن مكافحة العدوى تتطلب الكثير من الطاقة، ويمكن لفترات طويلة من الانقطاع عن الأكل أو الشرب أن تضعف جهاز المناعة، لكن هذا يتعلق بغير الأصحاء، وتحديدا الذين يعانون أمراضا مزمنة أو أخرى تتعلق بالمناعة، وهم بشكل عام الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس حتى دون الصيام.

من أجل صيام صحي

وتنصح مايكوتشي بالتأكد من الحصول على سعرات حرارية كافية خلال ساعات الإفطار، بما في ذلك المغذيات الأساسية وهي الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية، إضافة إلى المغذيات الدقيقة، مثل فيتامين ج والحديد والعناصر المعدنية الأخرى.

ومن الجيد تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الكثير من الخضار والفواكه والبقوليات، كما يمكن أن يؤثر تناول الطعام بشكل مفرط أو قليل على جهاز المناعة، لذا يمكنك مساعدة نفسك من خلال إبقاء طاقتك متوازنة دون إخلال بها.

هناك أيضا بعض المخاطر المتعلقة بالإصابة بالجفاف، إذ يمكن أن يؤثر ذلك على المادة المخاطية التي تبطن مجرى التنفس، وتعمل كحاجز وقائي، لذا فإن شرب الكثير من الماء بكميات كافية على مدار فترة الإفطار هو بالتأكيد أمر ضروري لتجنيب الجسم مخاطر الجفاف، حتى الأولي منها.

وينبغي كذلك، بحسب مايكوتشي، العناية بجوانب أخرى من صحتك من خلال محاولة الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة والتخلص من التوتر حيثما أمكن، فهذا يمكن أن يساعد في الحفاظ على عمل جهاز المناعة كما ينبغي.

ببساطة أكثر، فإن أفضل طريقة لحماية صحتك هي منع التعرض للفيروس، فيمكن تجنب الكثير من المخاطر عن طريق غسل اليدين والبقاء في المنزل لمن في مقدرته القيام بذلك.

هؤلاء ممنوعون من الصيام

أما الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية مزمنة، كمرضى السكري من النوع الأول، فلا ينصح لهم بالصيام، لتجنب مواجهة مضاعفات صحية قد تزداد في حال إصابة أحدهم بالفيروس التاجي، كما أن مرضى الكورونا لا ينصح لهم بالصيام في العموم.

من جهته قال دانييل هاوار، رئيس رعاية مرضى السكري في المملكة المتحدة، لـBBC إن هناك بعض الاحتياطات التي يمكن للأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية سيئة نسبيا ويصرون في الوقت نفسه على الصيام، أن يأخذوا بها، منها تناول الكربوهيدرات بطيئة الهضم، مثل خبز الحبوب والأرز البني، إلى جانب الحرص على عمل اختبار لفحص الإصابة بالفيروس، كلما كان ذلك متاحا.

أما العاملون في مجال الرعاية الصحية، ممن يتعاملون مباشرة مع مرضى كورونا، فيفتي لهم علماء بالإعفاء من الصوم، إذ نشر المجلس الإسلامي البريطاني قبل أيام بيانا، ذكر في أن موظفي الرعاية الصحية المطلوبين لتقديم الرعاية لمرضى «كوفيد-19» المعرضين لخطر الجفاف والقيام بأخطاء سريرية بسبب ارتداء معدات الوقاية الشخصية والتحولات الطويلة «معفون من الصيام».

هل الصيام مفيد لصحتك؟

رغم أن عدم استهلاك ما يكفي من السعرات الحرارية في اليوم يمكن أن يقلل من استجابتك المناعية، فإن تأثير الصيام على جهاز المناعة ليس واضحا، إذ يختلف هذا من إنسان لآخر، فجهاز المناعة –وبحسب BBC- ليس شيئا واحدا مع مفتاح «تشغيل/إيقاف»، إنه بمثابة سلسلة معقدة من الآليات التي يجب أن تبقى متوازنة، كما أن الصيام يطلق هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، والذي يمكن أن يقمع بعض الاستجابات المناعية.

ولكن هناك أيضا أدلة جيدة من الدراسات التي أجريت على الفئران على أن الصيام من النوع الذي يمارس خلال شهر رمضان يمكن أن يسرع عملية تجديد الجسم، مما يتسبب في موت الخلايا القديمة واستبدالها بخلايا جديدة، ومع ذلك من الصعب ترجمة هذه الأدلة إلى البشر.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2021 ©