كيف استشرف «بيل جيتس» مستقبل الإنترنت قبل 32 عامًا؟

قبل أكثر من 30 عامًا، توقع مؤسس شركة مايكروسوفت «بيل جيتس»، ملامح عصر المعلومات والثورة الرقمية التي يعيشها العالم اليوم، ففي مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عام 1993، أكد جيتس أن “الكمبيوتر هو أداة عصر المعلومات، والبرمجيات هي التي ستحدد مدى سهولة وصولنا إلى هذه المعلومات”.

في ذلك الوقت، كان عدد المواقع الإلكترونية لا يتجاوز 130 موقعًا، ولم يكن الإنترنت قد أصبح جزءًا رئيسيًا من الحياة اليومية، لكن جيتس كان يدرك أن المستقبل يكمن في تطوير أجهزة حاسوب أكثر سهولة في الاستخدام، وتحويلها إلى أدوات للتواصل والترفيه، وهي رؤية تحققت لاحقًا مع تطور الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية.

صعود مايكروسوفت

أسس بيل جيتس وشريكه بول آلن شركة مايكروسوفت عام 1975، وحققت الشركة انطلاقتها الكبرى عام 1980 عندما وفرت نظام التشغيل للحواسيب الشخصية التي طورتها شركة IBM، ومع سماح مايكروسوفت بترخيص نظامها لشركات أخرى، ازدهرت صناعة الحواسيب المعتمدة على نظام MS-DOS، مما أدى إلى تدفق الأرباح على الشركة.

ورغم انسحاب آلن من العمل في مايكروسوفت عام 1983، واصل جيتس قيادة الشركة نحو آفاق جديدة، حيث شهدت تسعينيات القرن الماضي قفزة نوعية مع تطوير منتجات مثل ويندوز وإكسل وورد، إضافة إلى التوسع في قطاع الوسائط المتعددة.

رؤية جيتس

في المقابلة، أشار جيتس إلى أن “تحويل الحاسوب إلى جهاز ترفيهي وتواصلي سيكون التحدي الأكبر”، لكنه كان واثقًا من تحقيق هذا الهدف خلال 15 إلى 20 عامًا، وهو ما تحقق بالفعل مع ظهور الإنترنت والبث التدفقي (Streaming).

وفي الوقت الذي تحدث فيه بعض الخبراء عن مخاطر الخصوصية جراء التحول الرقمي، أكد جيتس أن المعلومات ستصبح سلعة رئيسية، مما يطرح تساؤلات حول كيفية حماية الملكية الفكرية في العصر الرقمي.

ورغم أن الإنترنت لم يكن محور الحديث في المقابلة، إلا أن البريد الإلكتروني كان أحد الابتكارات التي تناولها البرنامج، حيث وصفه مسؤولو مايكروسوفت بأنه “قرية إلكترونية تلغي الحواجز الجغرافية والزمنية”.

ومع تسارع نمو الشبكة العالمية، أدرك جيتس أهميتها، حيث كتب في مايو 1995 مذكرة شهيرة لموظفيه بعنوان “موجة الإنترنت العاتية”، وصف فيها الإنترنت بأنه “أهم تطور منذ إطلاق IBM للحاسوب الشخصي عام 1981″، وبعدها بثلاثة أشهر، أطلقت مايكروسوفت بوابة MSN ومتصفح إنترنت إكسبلورر، مما عزز هيمنتها على قطاع التكنولوجيا.

اليوم، وبعد مرور عقود على تصريحات جيتس، تبدو رؤيته لعصر المعلومات قد تحققت بالكامل، مع استمرار الإنترنت في إعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع في جميع أنحاء العالم.