على قدم وساق، يجري العمل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في عديد من البلدان، أملا في تخليص العالم من هذا الكابوس الممتد منذ أكثر من 6 أشهر، وبعد ظهوره للمرة الأولى بمدينة ووهان الصينية في نوفمبر 2019.
وتجرى التجارب السريرية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لاستكشاف مدى فاعلية اللقاحات المحتملة والمطورة داخل عديد من المؤسسات العلمية بالبلدين، منها التجربة السريرية التي تجريها جامعة أكسفورد، والتي «تسير بشكل جيد» بحسب القائمين عليها.
سبتمبر.. موعد اللقاح المحتمل
ويرجح تقرير مطول نشرته صحيفة «التيليجراف» البريطانية، أنه حال أثبتت التجربة المذكورة نجاحها، بقيادة البروفيسور أدريان هيل وفريقه بجامعة أكسفورد، لإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد تحت اسم ZD1222، فإن الجرعات قد تكون جاهزة بحلول نهاية الصيف، وتحديدا في سبتمبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأعمال البريطاني، ألوك شارما، قوله إنه «فخور للغاية» بمدى سرعة تعاون العلماء والباحثين البريطانيين وتركيز جهودهم لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، معلنا عن تمويل إضافي بقيمة 84 مليون جنيه إسترليني لتسريع العمل الجاري حاليا في أكسفورد وكلية إمبريال.
وكانت شركة الأدوية العملاقة «أسترازينيكا»، أعلنت منذ أيام قليلة، عن صفقة بقيمة 1.2 مليار دولار مع حكومة الولايات المتحدة لإنتاج 400 مليون جرعة من لقاح «غير مؤكد» للفيروس التاجي، تم إنتاجه لأول مرة في مختبر أكسفورد.
في الوقت نفسه، وافقت الحكومة البريطانية على دفع تكاليف ما يصل إلى 100 مليون جرعة من ذلك اللقاح، مضيفة أن 30 مليون منها قد تكون جاهزة لمواطني المملكة المتحدة بحلول سبتمبر.
وإذ أثبت لقاح ZD1222 فعاليته، فإن مواطني بريطانيا ومن بعدهم بلدان العالم ممن سيصلهم اللقاح، سيتمكنون من مغادرة منازلهم والعودة إلى العمل وإعادة بناء الاقتصادات التي أصابها الخراب على يد الفيروس التاجي، لكن الحكومة البريطانية حذرت في الوقت ذاته من استمرار عدم التوصل إلى لقاح فعال لفيروس كورونا.
ونقلت التيليجراف عن كبير المستشارين العلميين للحكومة، السير باتريك فالانس، قوله إن تطوير لقاح فعال «لا يمكن ضمانه على الإطلاق»، في الوقت نفسه، فإن أول منشأة مخصصة لصنع اللقاحات في المملكة المتحدة تقوم بتعزيز القدرة على إنتاج «عشرات الملايين» من الجرعات للحماية من الفيروسات التاجية، وتمت الموافقة بالفعل على أول اختبار للأجسام المضادة للفيروسات التاجية من قبل وزارة الصحة العامة في إنجلترا.
تجارب سريرية بدأت
وبدأت الفرق السريرية في معهد جينر بجامعة أكسفورد ومجموعة أكسفورد للقاحات العمل في يناير لتطوير لقاح كوفيد-19، وانتقل الفريق العلمي إلى التجارب البشرية فعليا في 23 أبريل الماضي، وهناك دراسة تشمل 510 من المتطوعين الأصحاء ما بين 18 و55 عاما، تُجري الآن في أكسفورد وساوثهامبتون، مع احتمال إضافة ثلاثة مواقع أخرى، فيما ذكر علماء من الفريق المطور للقاح المذكور أنهم سيتمكنون في غضون 6 أسابيع من تحديد إذا كان لقاحهم سيعمل في الوقاية ضد كوفيد-19 أم لا.
وقال السير جون بيل، أستاذ الطب بجامعة أكسفورد، إن «عدة مئات» من البريطانيين حصلوا الآن على جرعات تجريبية، على أمل أن تظهر «علامات» حول ما إذا كانت ستأتي بنتيجة إيجابية بحلول منتصف يونيو أم لا، في غضون ذلك ستشارك المملكة المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة وثالثهما الصين في بداية التجارب البشرية على اللقاحات التي يجري تطويرها حاليا.
وبعد الإعلان عن 84 مليون جنيه إسترليني أخرى في التمويل الجديد، قال شارما: «ستساعد هذه الأموال الجديدة على إنتاج لقاح أكسفورد بكميات كبيرة بحيث إذا نجحت التجارب الحالية، فلدينا جرعات لبدء تطعيم سكان المملكة المتحدة على الفور».
أولوية للفئات الضعيفة
وقال ألوك شارما إن شركة الأدوية أسترازينيكا وضعت اللمسات الأخيرة على «اتفاقية الترخيص العالمية» مع جامعة أكسفورد بدعم حكومي، مضيفًا: «هذا يعني أنه إذا نجح اللقاح، ستعمل الشركة على توفير 30 مليون جرعة بحلول شهر سبتمبر للمملكة المتحدة كجزء من اتفاقية لما يزيد عن 100 مليون جرعة».
وأضاف أن «المملكة المتحدة ستكون الأولى في الوصول إلى اللقاح»، لكن الحكومة ستضمن أيضًا «القدرة على جعل اللقاح متاحًا للدول النامية بأقل تكلفة ممكنة».
وقال مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، إن اللقاح في حال نجاحه ستوجه أول 30 مليون جرعة منه في البداية للفئات الأكثر ضعفًا، وشدد على أن علم اللقاحات «هو عمل غير مؤكد، ولهذا السبب لسنا متأكدين بنسبة 100% من أنه سيكون هناك لقاح آمن وفعال».
*نقلاً عن تقرير لنفس الكاتب نُشر في النسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية
صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.