ربما يكون الأشخاص ممكن ينتمون إلى فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بحسب دراسة نُشرت حديثا بمجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين» الإنجليزية، وهي واحدة من أشهر المجلات العلمية واسعة المصداقية في العالم، ومتخصصة في العلوم الطبية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص المنتمون لفصيلة الدم A لديهم خطر أعلى بنسبة 45٪ ليعانون من الآثار الشديدة لـ كوفيد-19 مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من أنواع الدم الأخرى.
فصيلة الدم والمناعة
أنواع الدم الأربعة الرئيسية هي A و B و AB و O، وجميعها تتفاوت درجات تعرضها لأعراض الفيروس التاجي، وتشير الدراسة أن أكثرها حساسية لكوفيد-19 هي الفصيلة A بينما أكثرها مقاومة للفيروس هي الفصيلة O.
فالأشخاص المنتمون للفصيلة O، يتمتعون -إلى حد ما- بحماية أكبر من تأثيرات الفيروس التاجي مقارنة بالأشخاص من ذوي فصائل الدم الأخرى.
ونُشرت الدراسة بعد إجراء التحليل الوراثي على أكثر من 1900 مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في إسبانيا وإيطاليا والدنمارك وألمانيا ودول أخرى، ومقارنة بأكثر من 2000 مريض لم يكونوا بين المرضى.
ومع ذلك، فإن تقرير المجلة الإنجليزية، الذي يأتي على خلفية دراسات مماثلة في الصين، اقترحت وجود صلة بين نوع الدم وطريقة تأثير كوفيد-19 على الأفراد، لا يُثبت بشكل قاطع صلة فصيلة الدم وتأثير الإصابة، بل يؤكد فقط أنه قد يؤثر على مسار المرض.
فرضيات مهمة جدًا
ويعلق الدكتور بارميسوار هاري، أخصائي الدم في كلية الطب في ويسكونسن، على التقرير الصيني الذي يربط فصائل الدم بكوفيد-19، بالقول: «أعتقد أن تلك الفرضيات يُمكن أن تكون مهمة جدًا».
وكان معظم الباحثين في علم الوراثة يبحثون عن أدلة حول سبب إصابة بعض الأشخاص بالفيروس التاجي بأعراض شديدة، بينما البعض الآخر ليس كذلك.
وتوصل الباحثون إلى استنتاج مفاده أن التقدم في السن يبدو أنه يزيد من الخطر، وكان العلماء ينظرون إلى الجينات على أنها «عامل مضيف» محتمل آخر يؤثر على شدة الفيروس التاجي.
وفقا للدراسة فإن مناعة الأشخاص من فصيلة الدم O هي الأكثر قدرة للتعرف على بروتينات معينة، وتصنيفها على أنها «غريبة»، ولهذا تسرع وتسهل من مقاومتها، كون البروتينات تنتشر على أسطح الفيروس.