تعتزم أبل البدء في بيع قطع غيار أجهزتها الرقمية المختلفة بشكل مباشر للمستهلكين، مع إتاحة تنفيذ الإصلاحات لهواتف آيفون وأجهزة ماك وغيرها في المنزل، في تحول جذري «غير مسبوق» في سياسات الشركة الأميركية.
وكشفت أبل، الأربعاء، عن خدمة «الإصلاح الذاتي»، التي تتيح للمستهلك العادي شراء قطع الغيار لبعض منتجات أبل وإعادة إصلاحها في المنزل، مع الاستعانة بأدوات وكتيبات إرشادية من الشركة ذاتها، وإمكانية شراء قطع الغيار الأصلية.
وذكرت الشركة أن الخدمة ستتاح قريبا بشكل أولي لهواتف آيفون ابتداء من إصدار iPhone 12 وأجهزة ماك بوك ابتداء من إصدار MacBook Air M1، بينما ستوفر الشركة مستقبلاً نحو 200 قطعة غيار أصلية لمختلف أجهزتها.
أمريكا أولاً
وبحسب موقع The Verge الأميركي، سيتم إطلاق خدمة الإصلاح الذاتي أولاً في الولايات المتحدة، وذلك أوائل العام 2022 المقبل، ثم يتوسع ليشمل بلدانًا أخرى لاحقًا.
وتقول الشركة إن البرنامج مخصص فقط «لفنيي الأفراد الذين لديهم المعرفة والخبرة لإصلاح الأجهزة الإلكترونية»، وأنه لا يزال يتعين على معظم العملاء الذهاب إلى متخصصين في الإصلاح.
لكن أبل تقدم الآن على الأقل خيارًا للعملاء الذين يشعرون بالراحة عند إجراء الإصلاح بأنفسهم لتحقيق ذلك، كما أكدت الشركة في بيانها، أن «إجراء هذه الإصلاحات بنفسك» لن يؤدي إلى إبطال أمر ضمان الجهاز، رغم احتمالية تعرض جهازك للتلف جراء ذلك.
تحول تاريخي
ويعد هذا تحولًا كبيرًا من أبل، التي طالما وصفت تاريخيًا بأنها مقاومة لحركة «الحق في الإصلاح»، كما تقوم فلسفة مؤسسها الراحل ستيف جوبز، على فكرة السيطرة الكاملة على تجربة المستخدم، ومنها إصلاح أجهزة أبل بمعرفة فروع الشركة ومتاجرها الرسمية فقط.
وتتمثل إيجابية هذه الخطوة، أنها ستسمح للعميل شراء قطع أصلية بالسعر الرسمي من أبل، وبالتالي ضمان عمل الأجهزة بشكل طبيعي ومتوافق مع قطع الغيار المباعة، وتجنب المخاطر التي كانت تسببها القطع غير الأصلية.
وتقول أبل إنها تخطط لبيع أكثر من 200 قطعة وأدوات فردية للمستهلكين بشكل مباشر، كما ستقدم أيضًا كتيبات إصلاح يمكن للعملاء مراجعتها قبل شراء الأجزاء.
ولم يتم الإعلان عن أسعار القطع والأدوات في الوقت الراهن، لكن الشركة تقول إنه يمكن للعملاء الحصول على خيار «التأمين» بإعادة التدوير، والذي بدوره سيسمح للمستهلك إعادة الجزء المستخدم بعد الانتهاء من الإصلاح.