لم يعد مستبعدا إمكانية إصابة الحيوانات الأليفة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مع تكرار تسجيل الإصابات من هذا النوع في مختلف الحيوانات وفي بلدان عدة، مع استمرار عدم وجود أدلة علمية على إمكانية انتقال العدوى من الحيوانات إلى غيرها أو إلى البشر.
وسجلت نيويورك، الجمعة، أول إصابتين لقطتين، لتصبحا أول حيوانين أليفين في الولايات المتحدة تثبت الاختبارات إصابتهما بالفيروس التاجي، وهما من منطقتين مختلفتين في الولاية.
القطتان، بحسب وكالة رويترز نقلا عن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أصيبتا باعتلال معتدل في الجهاز التنفسي ومن المتوقع شفاؤهما تماما، وتشير بيانات أولية احتمالية التقاطهما العدوى من أحد المصابين من الأسرتين اللتين تعيشان معهما أو من الجيران.
إصابات نادرة
تأتي هذه الأنباء مع تكرار الإصابة بفيروس كورونا المستجد بين الحيوانات الأليفة في مناطق مختلفة حول العالم، لتؤكد أن هذا النوع من الإصابات –رغم ندرتها- لن تكون الأخيرة، لكن علماء لا يزالون يؤكدون غياب الأدلة على دور تلك الحيوانات في العدوى، في وقت يشكل ذلك أيضا قلقا علميا من احتمالية ظهور دلائل مستقبلية على إمكانية انتقال الفيروس مجددا من الحيوانات المصابة إلى البشر.
الحيوانات الأليفة ليست وحدها في مرمى الإصابة، إذا سجلت الولاية ذاتها في 6 أبريل إصابة حيوان بري تمثل في أنثى نمر من الفصيلة الماليزية بعمر 4 سنوات، تعيش في حديقة حيوانات «برونكس» هناك، كما رُصدت أعراض مرضية أخرى على حيوانات مخالطة لأنثى النمر هذه التي تدعى «ناديا»، ظهرت على أنثى نمر أخرى و3 أسود إفريقية.
وفي مطلع أبريل سجلت هونج كونج حالة انتقال عدوى بفيروس كورونا من الإنسان إلى حيوان أليف، هي الثانية من نوعها عالميا، عندما أثبتت الاختبارات المأخوذة لقط أنها إيجابية، عقب إصابة صاحبته بالفيروس، كما سجلت المدينة نفسها إصابة كلبين بالفيروس التاجي.
وسجلت بلجيكا في 27 مارس الماضي إصابة قط بعد أسبوع واحد فقط من تشخيص إصابة مالكيه بـ«كوفيد-19»، وظهرت على القط أعراض المرض المعتادة، بما في ذلك مشكلات الجهاز التنفسي والإسهال.
تبادل العدوى
البيانات المتواترة هذه بشأن إصابة الحيوانات، سواء الأليفة أو البرية، تسلط الضوء على إمكانية انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد من الحيوان إلى الإنسان وبالعكس، وهو مضمون دراسة أجراها معهد «فريدريش لوفلر»، المعني برصد الأوبئة الحيوانية في ألمانيا.
الدراسة تضمنت سلسلة اختبارات خلصت نتائجها إلى أن حيوانات مثل القطط والكلاب لا تنشر فيروس كورونا، رغم تكرارا تسجيل الإصابات بالفيروس بينها، ونقل موقع DW الألماني عن الباحثين هناك قولهم إنه «لا يوجد حتى الآن دلائل على نشر الحيوانات المنزلية للعدوى»، مؤكدين على أن المصدر الرئيسي للعدوى بالفيروس لا يزال هو انتقاله من فرد إلى آخر.
كما حمل تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية، نشر في مارس الماضي، تأكيدا على غياب الأدلة بشأن إمكانية انتقال عدوى «كوفيد-19» من الكلب أو القط أو أي حيوان أليف آخر إلى الإنسان، وشددت على عدم وجود حاجة للتخلي عن هذه الحيوانات.
ومؤخرا قال مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، في الإفادة الصحفية اليومية بخصوص كوفيد-19 إن «الحيوانات الأليفة والحيوانات عموما يمكن أن تصاب بالعدوى»، مؤكدا في الوقت ذاته على أنه «لا توجد أدلة على انتقال الفيروس من الحيوانات الأليفة إلى البشر»، خاصة وأن الحالات المسجلة عالميا لا تزال نادرة.