لماذا يتأخر «آيفون» عن مواكبة منافسيه؟

لم يخيب الإطلاق الرسمي لعائلة iPhone 13، سبتمبر الماضي، آمال «الجمهور التقليدي» لشركة أبل، بالإعلان عن تقنيات أكثر تقدمًا في الجيل الجديد من أشهر هاتف ذكي بالعالم، بيد أن جمهور هواتف أندرويد المنافسة يرون العكس.

فإضافة معدل التحديث 120 هرتز لشاشة iPhone 13 Pro، وهي الميزة التي تصل إلى آيفون للمرة الأولى، هي بالفعل خطوة متأخرة من أبل، وسبقتها فيها شركات أخرى تنتج هواتف ذكية بنظام تشغيل أندرويد، بل توجد بعض الهواتف التي تعمل بمعدل يصل إلى الضعف مما أعلنته أبل، أي 240 هرتز.

ما هو معدل تحديث الشاشة؟

يُعرف معدل تحديث الشاشة أو «الرفريش ريت» Refresh Rate بأنه عدد المرات التي يتم فيها تحديث الصورة المرئية على الشاشة الرقمية، والتي من بينها شاشة الهاتف، ويقاس عادة بـ «الهرتز»، وكلما ارتفع الرقم المعلن بالهاتف الذكي، كلما كان أفضل بالنسبة للأداء البصري.

▐اقرأ أيضًا: أبل تسمح لعملائها بإصلاح الآيفون بالمنزل

وتعمل غالبية الهواتف الذكية في الوقت الراهن بمتوسط 60 هرتز، وهو المعدل نفسه لعائلة آيفون 12 و11، بل هو المعدل الذي يعمل به حاليًا iPhone 13 وiPhone 13 Mini، بيد أنه يرتفع للمرة الأولى إلى 120 هرتز في موديلي iPhone 13 Pro وiPhone 13 Pro Max.

فيما يفيد معدل تحديث الشاشة؟

شاشات الهواتف الذكية ليست الوحيدة التي تستفيد من تطور معدلات تحديث الشاشة، فهناك أجهزة اللابتوب وشاشة الكمبيوتر المنفصلة، وكلتاهما تستفيدان أكثر من رفع تلك المعدلات، وذلك بالأخص في الأجهزة الموجهة لمستخدمي الألعاب وصناع محتوى الفيديو المتقدم.

وفائدة معدل تحديث الشاشة ببساطة، هي عرض العناصر المرئية والمشاهد على شاشة الجهاز الرقمي، سواء كان الهاتف الذكي أو الكمبيوتر، بشكل ناعم وسلس، بحيث لا يلحظ خلاله المستخدم أية فروقات في التنقل بين المَشاهد.

ويحدث ذلك في أجزاء متناهية الصغر من الثانية، والتي يمكن ترجمتها برقم الهرتز المستخدم في قياس معدل تحديث الشاشة، بمعنى أن كل هرتز يقابله جزء مماثل من الثانية الواحدة أثناء عرض الصورة، أي أن 60 هرتز مثلاً يُعرض خلالها 60 صورة في الثانية، بينما شاشات 120 هرتز تعرض 120 صورة وهكذا.

موديلات سبقت iPhone 13 Pro في معدل 120 هرتز

بينما تتباهى أبل في سبتمبر 2021 بالوصول إلى 120 هرتز في معدل تحديث شاشة iPhone 13 Pro وPro Max، هناك من سبقها بعامين في إطلاق ضعف هذا المعدل، منها شركة شارب اليابانية، التي أطلقت في سبتمبر 2019 هاتف Aquos zero2، والذي كان الأول عالميًا آنذاك، الذي يعمل بمعدل تحديث 240 هرتز.

المعدل نفسه ظهر في كل الموديلات اللاحقة من الهاتف المذكور، إذ باتت تعمل سلسلة Aquos من هواتف شارب (فئة الفلاجشيب) بمعدل 240 هرتز، وهي ميزة فائقة بالنسبة لعشاق الألعاب، خاصة ألعاب الإثارة والحركة.

كما أعلنت شارب أيضًا في 27 الماضي عن هاتف جديد يعمل بمعدل 240 هرتز، وهو Aquos R6، الذي يعد نسخة أكثر تطورًا من الهاتف السابق، وهو موجه كذلك لعشاق الألعاب.

لماذا تتأخر هواتف أبل عن بعض منافسيها؟

السخرية من تأخر أبل في إطلاق التقنيات الجديدة في منتجاتها، باتت عادة تحدث كل عام بالتزامن مع مؤتمر أبل السنوي الأهم، حدث هذا في مرات عديدة، منها عند إطلاق أول هواتف آيفون بتقنية الـ 5G وأيضًا عند الإعلان عن خاصية «الشحن اللاسلكي»، بل وعند إضافة بعض المزايا إلى نظام تشغيل iOS 14 منها خاصية «الودجيت»، وغيرها من التقنيات التي تأخرت عن أندرويد لسنوات.

السر في هذا يوضحه عديد من المتابعين للشأن التقني والخبراء، منهم «اليوتيوبر» الأمريكي، ماركيز براوني، في قناته الشهيرة على يوتيوب MKB HD، إذ يقول إن أبل تهتم أكثر بالوصول إلى «المستوى التالي» من التقنيات التي تقدمها، عوضًا عن الإسراع في تقديمها.

فمثلاً، تهتم الشركة الأمريكية أكثر بالتوافق والتناغم بين منتجاتها المختلفة، فيما يُعرف بـ «الإيكوسيستم»، أو البيئة المتكاملة الخاصة بها، وهو مفهوم يعني أن مالكي أكثر من جهاز يحمل علامة أبل، يمكنهم توظيف قدرات أجهزتهم هذه، لتحقيق إنتاجية أعلى من استخدام كل جهاز على حدة.

تفاصيل عائلة هاتف iPhone 13 الجديدة

وكانت أبل كشفت، في 14 سبتمبر، عن الجيل الجديد من هواتف آيفون، إلى جانب أحدث نسخة من iPad Mini، بالإضافة إلى جيل جديد من ساعتها الذكية Apple Watch.

وشملت سلسلة آيفون الجديدة إطلاق الموديل الأساسي iPhone 13 والإصدار المصغر منه iPhone 13 Mini، وكلاهما خضع لتحديث في المواصفات، شمل المعالج ومنظومة الكاميرات، إضافة إلى زيادة عمر البطارية.

لكن ما خطف الأضواء في المؤتمر، كان الإعلان عن هاتفي iPhone 13 Pro وشقيقه الأكبر حجمًا iPhone 13 Pro Max، وجاءت أبرز الإضافات في هذين الهاتفين متمثلة في 3 كاميرات جديدة وشاشة جديدة 120 هرتز وعمر بطارية أطول.