لطالما تم التقليل من أهمية اتباع الحميات القائمة على تناول الأغذية الصحية، وفي مقدمتها الخضروات، إذ يعتقد كثيرون أن تنفيذ ذلك يعد «رفاهية» بالإمكان الاستغناء عنها.
لكن خبراء التغذية والصحة حول العالم يرى أكثرهم أن زيادة الاعتماد على الخضروات بشكل خاص، بإدراجها داخل نظامك الغذائي، من شأنه أن يضمن لك بشكل كبير حماية من أمراض مزمنة كثيرة، وربما حمايتك من الوفاة المبكرة.
لماذا الخضروات واجبة؟
على مدار العقدين الماضيين، تناولت عشرات الدراسات العلمية تأثير الطعام غير الصحي على الإنسان، وفوائد تناول الخضروات بشكل خاص وتأثير ذلك الإيجابي على الصحة، لكن أبرز ما ذُكر في هذا المجال، هو نتائج الدراسة التي نشرت العام الماضي، التي دقت ناقوس الخطر من التأثير السلبي على الصحة من جراء الإعراض عن تناول الخضروات.
فقبل نهاية العام الماضي، نُشرت نتائج دراسة اعتبرت من أكبر الأبحاث التي تناولت تأثير الطعام الصحي والمُصنع على الإنسان، وأشارت نتائجها آنذاك إلى مخاطر تجنب تناول الخضروات الطازجة.
وفي واحدة من أكبر استطلاعات البيانات حول العادات الغذائية العالمية وطول العمر، وجد الباحثون أن تناول الخضروات والفاكهة والأسماك والحبوب الكاملة كان مرتبطًا بقوة بحياة أطول، وأن الأشخاص الذين أعرضوا عن مثل هذه الأطعمة الصحية، كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة، وفقا لما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وخلصت الدراسة، التي نشرتها المجلة البريطانية The Lancet، العام الماضي، إلى أن خُمس الوفيات في جميع أنحاء العالم كانت مرتبطة بالنظم الغذائية السيئة، التي تُعرف بأنها تلك التي تفتقر إلى الخضروات الطازجة والبذور والمكسرات، ولكنها غنية بالسكر والملح والدهون غير المشبعة.
مخاطر يُمكن تجنبها
وقال الباحثون إن ذلك وصل في عام 2017 إلى 11 مليون حالة وفاة في الولايات المتحدة، كان من الممكن تجنبها، كما وجد الباحثون أن معظم هؤلاء (حوالي 10 ملايين)، كانوا ممن يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية.
وكان السرطان، وفقا للدراسة، ثاني أكبر الأمراض القاتلة المرتبطة بالنظام الغذائي، إذ بلغ عدد الوفيات 913000 حالة وفاة جراء الإصابة به، بينما أودى مرض السكري من النوع الثاني، بحياة 339000 شخص.
وغطت الدراسة، التي مولتها وقتها مؤسسة بيل وميليندا جيتس، عادات الأكل العالمية من عام 1990 إلى عام 2017، وتتبعت الاستهلاك في 15 فئة، بما في ذلك الحليب واللحوم المصنعة والمأكولات البحرية والصوديوم والألياف.
وفيات مرتبطة بالغذاء
حلل الباحثون بيانات من 195 دولة، ووجدوا أن بابوا غينيا الجديدة وأفغانستان وجزر مارشال كانت من بين أعلى نسبة الوفيات المرتبطة بالنظام الغذائي، في حين سجلت فرنسا وإسبانيا وبيرو بعضًا من أدنى المعدلات، واحتلت الولايات المتحدة المرتبة 43، بينما كانت الصين من بين الأسوأ من حيث النتائج.
وتوصي تلك الدراسة وغيرها، إضافة الطعام الصحي للروتين الغذائي اليوم، حتى إذا تعذر الامتناع عن تناول الطعام غير الصحي التقليدي، كالوجبات السريعة وغيرها.
فبدلاً من التقليل من استهلاك الدهون والسكريات المرتبطة بالمرض والوفاة المبكرة، قرر المؤلفون أن إضافة الأطعمة الصحية إلى النظم الغذائية العالمية كان أكثر فعالية، وتعد طريقة لتقليل معدل الوفيات.