Connect with us

فيروس كورونا

إلى متى يمكن أن يستمر «كوفيد-19» في جسم الإنسان؟

فيروس كوفيد-19 يمكن أن يمكث لمدد أطول من المتوقع داخل جسم الإنسان، وهو الأمر الذي يبحث العلماء حاليًا في مدى خطورته مستقبلاً على الصحة

يُمكن أن تختلف آثار أعراض فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» من شخص لآخر، وقد يختلف مقدار الوقت المستغرق لمغادرة الفيروس للجسم أيضًا مع احتمال الإصابة به مجددا.

في مارس الماضي، ومع بدء تفشي كوفيد-19 دول أوروبية على رأسها إيطاليا وإسبانيا، نشرت وزارة الصحة الإسبانية دراسة حول آثار الفيروس التاجي، وركزت وقتها على تحديد الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، كما تناولت بالرصد والتحليل أيضا المدد التي يتراوح فيها بقاء الفيروس داخل الجسم.

وحتى الآن، يستمر فيروس كورونا المستجد منذ رصده لأول مرة في نوفمبر الماضي بمدينة ووهان الصينية، في تحطيم الفرضيات العلمية السابقة، كما لا تزال بعض الحالات تتسبب في حيرة للعلماء، منها عودة إصابة الشخص الواحد بالفيروس مجددا، كما هو الحال لدى اللاعب الأرجنتيني ونجم فريق يوفنتوس الإيطالي، باولو ديبالا، الذي أصيب نحو 4 مرات بالفيروس التاجي.

وتشير دراسة أخرى نشرتها النسخة الإنجليزية لمؤسسة «ناشيونال جيوغرافيك»، في مارس الماضي أيضا، إلى أنه من الممكن أن يعاني مرضى كوفيد-19 على المدى الطويل، لأن بعض الفيروسات التاجية «تلتصق في أنسجة بعض الخلايا بأجسامهم».

ماذا يعني الثبات الفيروسي؟

الباحثون، وبحسب ناشيونال جيوغرافيك، اكتشفوا أن مدة بقاء الجراثيم حية داخل الجسم قد تطول، وهي حالة تعرف باسم «الثبات الفيروسي»، قد يكون هذا مختلفًا عن طول الفترة الزمنية التي يمكن فيها لشخص مصاب بكوفيد-19 التخلص من «بعض الشظايا الفيروسية» لديه، والتي يمكن أن تسبب في بعض الأحيان نتائج إيجابية خاطئة في الاختبارات التشخيصية.

ماري كيرني، العالمة البارزة التي تدرس مقاومة فيروس نقص المناعة البشرية للأدوية في مركز أبحاث السرطان التابع للمعهد الوطني لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة، تقول: «إن الثبات كلمة خادعة»، مضيفة أن هذا أمر صعب، لأن العلماء لا يتمكنون من تحديد إذا كان استمرار وجود الفيروس بالجسم سيكون بلا فاعلية أو ربما يسبب خطورة مستقبلا.

توضح كيرني أن الفيروس التاجي يحتوي على جينوم يتضمن الحمض النووي الريبي (الريبوزي) كما هو الأمر في العائلات الأخرى للفيروسات المعتمدة على حمض RNA، مثل التهاب الكبد C، والذي يُمكن أن تؤدي العدوى المستمرة به إلى أمراض الكبد أو السرطان، حتى بعد عقود من الإصابة الأصلية.

تضيف كيرني: «يمكن أن تكون هناك عواقب طويلة المدى حال استمرار الفيروس التاجي بخلايا الجسم»، لكنها أوضحت أن هذه النتائج ليست واضحة حتى الآن لكوفيد-19 نظرًا لكونه مرضا جديدا، ولكن يجب التحقيق فيها.

كم يستغرق مكوث الفيروس التاجي بالجسم؟

وبحسب دراسات مبكرة عن طبيعة فيروس كوفيد-19، استنادا إلى البيانات المأخوذة في الغالب من الصين حيث بدأ الفيروس، هو أن ذروة المرض تأتي بعد اليوم الخامس أو السادس ويحتاج جسم الإنسان إلى حوالي 10 أيام للتخلص منه بشكل كامل في غالبية الحالات.

لكن مع استمرار تفشي الجائحة، اكتشف الأطباء مجددا حالات يحتاج فيها الجسم إلى 21 يومًا للتخلص من الأعراض، مع استمرار وجود الجينوم داخل الجسم خلال هذا الوقت، ولعل هذا يفسر «المعدل المرتفع لانتقال المرض» والنمو «الأسي» الذي شهدناه في الحالات.

وتقول الدراسة التي نشرتها وزارة الصحة الإسبانية في مارس الماضي، إن انتقال الفيروس يمكن أن يبدأ قبل يوم أو يومين من ظهور الأعراض، وهذا هو السبب في أن الأشخاص غير المقربين لا يدركون أنهم مصابون به ولكنهم يمررونه أيضًا قبل معاناتهم من الأعراض.

ذلك السبب تحديدا هو ما دفع مسؤولي الصحة حول العالم للتوصية بضرورة إجراء الإغلاق العام لكثير من الدول أملا في السيطرة على جزء من تفشي الجائحة وإبطاء معدلات انتشارها.

وفق هذه الدراسة أيضا فإن وقت الشفاء المقدر هو أسبوعان للحالات الخفيفة وما بين 3 و6 أسابيع للحالات الأكثر خطورة.

وتشمل الأعراض الحمى (88٪ من الحالات) ، يليها سعال جاف (68٪ من الحالات) ويليه التعب والضعف العام للجسم (38٪) وسعال البلغم (33٪). أعراض مثل القيء واحتقان الأنف والإسهال نادرة جدًا ولكنها أعراض محتملة.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2021 ©