حسمت المؤسسات الطبية الكبرى في الولايات المتحدة موقفها من استخدام عقار هيدروكسي كلوركين كعلاج بروتوكولي لمصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إذ أثبتت كثير من الدراسات والتجارب السريرية غياب أي جدوى من استخدامه.
وذكرت شبكة NPR الأمريكية، السبت، أن وكالة المعاهد الوطنية للصحة NIH بالولايات المتحدة، أوقفت دراستها للهيدروكسي كلوروكين، وهو دواء روج له الرئيس دونالد ترامب كعلاج محتمل لـ«كوفيد-19»، وزعم ذات مرة أنه يأخذه بنفسه.
لا ينفع ولا يضر
وفي بيان صدر يوم السبت، قالت الوكالة إنه على الرغم من أن العقار المذكور لم يظهر تسببه في أضرار للمرضى بحسب الملاحظات التي تم تدوينها بالدراسة، إلا أنه «من غير المرجح أن يكون مفيدًا».
تشير بيانات تلك الدراسة إلى أن هيدروكسي كلوروكين لم يقدم أي فائدة إضافية مقارنة مع العقار الوهمي لعلاج كوفيد-19 للمرضى في المستشفيات، وفقًا للمعهد الوطني للصحة NIH.
ويمكن أن يمثل الإعلان الحكم النهائي على الدواء هذا، في محاولة لتحديد ما إذا كان هيدروكسي كلوروكين يمكن استخدامه لعلاج المرضى الذين دخلوا المستشفى كمصابين بـكوفيد-19، وهو مرض أصاب أكثر من 2.2 مليون أمريكي وأدى إلى وفاة ما يقرب من 120 ألفا في الولايات المتحدة.
اختبارات عملية للدواء
وكانت إدارة الغذاء والدواء FDA أصدرت سابقا ترخيصًا لاستخدام الدواء هذا في حالات الطوارئ، في مارس الماضي، وهي خطوة مهدت الطريق لاختبار هيدروكسي كلوروكين كعلاج محتمل للفيروس التاجي.
لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ألغت هذا الإذن يوم الاثنين، قائلة إنه «لم يعد من المعقول الاعتقاد بأن تركيبات “هيدروكسي كلوروكوين” و”كلوروكين” قد تكون فعالة في علاج كوفيد-19، وليس من المعقول الاعتقاد بأن الفوائد المعروفة والمحتملة من هذه المنتجات تفوق مخاطرها المعروفة والمحتملة أيضا.
وحذت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء الماضي، حذو إدارة الغذاء والدواء، منهية تجربتها على هيدروكسي كلوروكين أيضًا.
تجارب سريرية سابقة
وأطلقت NIH تجربتها السريرية لهيدروكسي كلوروكين في أبريل في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في ناشفيل، كان الهدف هو دراسة ما مجموعه 500 مريض، ولكن تم إيقاف التجربة.
ويستخدم الدواء هذا منذ فترة طويلة لعلاج الملاريا ومشكلات مثل التهاب المفاصل والذئبة، وفي وقت مبكر من انتشار الوباء، اعتقد الباحثون أن العقار هذا يحمل القدرة على أن يكون فعالا أيضًا ضد كوفيد-19.
وأظهرت الاختبارات المعملية أن الدواء يتداخل مع قدرة الفيروس التاجي على دخول الخلايا، ولكن هذه النتائج جاءت من اختبارات صغيرة نسبيًا لا يمكن تكرارها على نطاق واسع.