هل من الجيد تعريض نفسك للجوع، كل يوم أو بضعة أيام من الأسبوع؟ الإجابة بالتأكيد نعم، إذ يسهم ذلك في تحسين الشعور بالجوع لديك، ولكن إلى أي مدى يبدو هذا الأمر مفيدًا.
تحسين الجوع هو مفهوم يعني أن يستطيع جسم الإنسان «تمييز الشعور الحقيقي بالجوع عن الشعور الزائف»، الذي يؤدي بدوره إلى تناول مزيد من الطعام، وتلقي سعرات أكثر وبشكل زائد عن حاجة الجسم، ما يؤدي إلى زيادة الوزن في نهاية المطاف.
وبحسب موقع «لايف هاك» الأمريكي، فإن كثير من الأدلة العلمية تشير إلى أسلوب صحي مهم لتحسين الشعور بالجوع، عبر إتباع أحد أنواع الصيام، إما الإسلامي التقليدي، أو حتى الصيام المتقطع، والأخير هو المتبع عالميا على نطاق أوسع.
كيف يؤدي الصوم إلى تحسين الجوع؟
التجويع هنا يعني حرفيا الامتناع عن تناول السعرات في الأغذية لفترات طويلة من اليوم، لا تقل عن 16 ساعة كما في الصيام المتقطع، وليس معناه تخطي وجبة من الطعام، أو حتى الصيام المحدود بأيام معينة ليوم أو يومين على الأكثر.
فلكي يكون الصيام ذا تأثير إيجابي على الصحة ويؤدي إلى تحسين الجوع، ينبغي أن يصحبه الالتزام التام بتناول الطعام محسوب السعرات في وقت الإفطار، مع ضرورة المداومة على الصيام، واتخاذه كأسلوب حياة (لايف ستايل)، لحصد منافعه.
في الصيام الإسلامي مثلا يمتنع الصائم عن تناول أي أطعمة أو مشروبات، وهو ما يؤدي بالتالي إلى أفضل نتائج للصيام على الإطلاق، إذ لا تدخل أي سعرات إلى داخل الجسم، وبالتالي لن يُفرز هرمون الأنسولين الذي يبطئ بدوره عملية حرق الدهون داخل الجسم.
أما في الصيام المتقطع، فينبغي الحرص أكثر على عدم مخالفة معاييره وشروطه، منها تجنب تناول أي أطعمة خلال 16 ساعة متواصلة من اليوم، ويسمح فقط بتناول المشروبات عديمة السعرات أو التي تقترب من ذلك، مثل القهوة السادة والشاي بدون سكر، لكن الأفضل الاكتفاء بالماء فقط كلما أمكن.
التجويع يريح الجهاز الهضمي
فقط فكر في هذا، هل يمكنك تجربة الجوع الحقيقي إذا كنت تتناول وجبة كل 3-4 ساعات؟ بالطبع لا، لكن لتجربة الطبيعة الحقيقية للجوع، سيستغرق ذلك إراحة جهازك الهضمي لفترة ما بين 12 إلى 24 ساعة.
ويساعد الصيام على تنظيم الهرمونات في جسمك حتى تختبر الجوع الحقيقي، فنحن نعلم أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لا يتلقون الإشارات الصحيحة لإبلاغهم بأنهم ممتلئون بسبب أنماط تناول الطعام المفرطة.
فكر في الصيام كـ«زر إعادة ضبط» لأسلوب حياتك، فكلما طالت مدة صيامك، كلما تمكن جسمك من تنظيم نفسه لإفراز الهرمونات الصحيحة، حتى تتمكن من تجربة ما هو الجوع الحقيقي، ناهيك عن أنه عندما تعمل الهرمونات بشكل صحيح، فإنك تشبع بشكل أسرع.