Connect with us

فيروس كورونا

جدل يتجدد حول فاعلية «هيدروكسي كلوروكين» في علاج كورونا

علماء تراجعوا عن نتائج دراسة حول مخاطر استخدام هيدروكسي كلوروكين في علاج كورونا، وذلك لغياب الدقة عن البيانات الصحية المستخدمة

من جديد عاد الجدل العلمي بشأن فاعلية استخدام عقار هيدروكسي كلوروكين كعلاج ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بعد ما أعلن 3 علماء، الخميس، سحب نتائج دراسة كبرى شاركوا فيها أجريت في مايو الماضي، كانت أوصت وقتها بتجنب علاج مرضى كوفيد-19 باستخدام ذلك العقار المخصص أساسا لعلاج الملاريا.

وتراجع العلماء الثلاثة، بحسب النسخة الإنجليزية من موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC، عن تأكيد ما تضمنته دراستهم التي نشرت في 22 مايو الماضي بمجلة «لانسيت» العلمية، وقالوا إنهم لم يعد بإمكانهم التأكد من صحة البيانات الواردة بالدراسة، والتي تعتمد على بيانات ما يقرب من 100 ألف مريض بكوفيد-19 من مناطق متفرقة حول العالم.

دواء يقتل ولا يفيد

كانت الدراسة سالفة الذكر ذكرت أن هيدروكسي كلوروكوين، الذي يتم تناوله إما بمفرده أو مع مضاد حيوي، لعلاج مرضى كوفيد-19 «لم يكن له أي فائدة»، والأخطر من ذلك أنه زاد من خطر الوفاة لمتناوله، بحسب البيانات السابقة التي تم التراجع عنها مؤخرا.

هذا الرأي العلمي، بحسب شبكة NPR الأمريكية، دفع منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى إيقاف دراستها التي أوصت من قبل باستخدام هيدروكسي كلوروكوين كعلاج محتمل لمرضى الفيروس التاجي، فيما استأنفت المنظمة التحقيق مجددا بشأن ذلك.

وقام كاتبو ورقة «لانسيت» العلمية بتحليل البيانات «المزعومة»، التي قيل إنها تخص مرضى كوفيد-19 من أكثر من 600 مستشفى حول العالم، وذكروا أن هذه البيانات تم جمعها من قبل شركة خاصة تسمى «سرجيسفير»، مؤسسها هو البروفيسور «سبان ديسي»، وهو مؤلف مشارك في الدراسة ذاتها المثيرة للجدل.

بيانات تشوبها «التناقضات»

وأثيرت مخاوف بشأن دقة البيانات المشار إليها، إذ لم ير علماء أن بيانات شركة «سرجيسفير» ترتقي لمنزلة البيانات العلمية الدقيقة، وبالتالي لا يمكن استخدامها لاستخلاص نتائج يعتمد عليها في مواجهة الجائحة.

في حين أشار مختصون في مجال تحليل البيانات إلى «تناقضات كبيرة» بين عدد حالات فيروس كورونا المستجد المسجلة في بعض البلدان خلال فترة الدراسة، وعدد نتائج المرضى التي أبلغ عنها الباحثون خلال الفترة ذاتها، وقالوا على وجه الخصوص، إنه «من الصعب التوفيق بين بيانات سيرجسفير والتقارير الحكومية عامة».

وبدأت الورقة في جذب النقد في غضون أيام من نشرها، إذ طالب أكثر من مائة عالم وطبيب في رسالة مفتوحة إلى مجلة «لانسيت»، بتقديم تفاصيل حول البيانات، ودعوا إلى التحقق من صحة الدراسة بشكل مستقل، ما دفع المجلة بدورها إلى إجراء مراجعة مستقلة للدراسة، وطلبت من سرجيسفير نقل قاعدة بياناتها الكاملة للتقييم.

التحقق «غير متاح»

ورغم موافقة سرجيسفير –من حيث المبدأ- على المراجعة، لكن المراجعين الخارجيين أخبروا لانسيت أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى جميع البيانات «لأن سرجيسفير قالت إن هذا سينتهك اتفاقيات العميل ومتطلبات السرية»، على حد وصفهم.

هذا الفشل في تدقيق البيانات بشكل مستقل، وفقا لشبكة NPR الأمريكية، كان هو ما دفع 3 من مؤلفي الدراسة إلى سحب الورقة، قائلين إنهم «لم يعد بإمكانهم ضمان صحة مصادر البيانات الأولية»، فيما رفض رابعهم اتخاذ الموقف ذاته.

وأصدرت مجلة لانسيت بيانًا قالت فيه إنها تأخذ قضايا السلامة العلمية «على محمل الجد»، ولا يزال هناك العديد من الأسئلة العالقة حول سرجيسفير والبيانات المستخدمة في الدراسة، فيما أصدرت الأخيرة هي الأخرى بيانًا على موقعها الإلكتروني تعهدت فيه بالشفافية، وقالت إنها ستعمل على الإجابة عن جميع الأسئلة حول البيانات التي قدمتها.

رأي آخر عن العقار

وكانت التوصية الأولى لاستخدام هيدروكسي كلوروكين جاءت من دراسة صغيرة أجريت في فرنسا تشير إلى أن الأشخاص الذين يتلقون الدواء كانوا في حال أفضل من أولئك الذين لا يحصلون عليه، وفقا لما ذكرته وقتها مجلة «تايم» الأمريكية.

كما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقا في أكثر من مناسبة عن اهتمامه بالعقار كوسيلة ممكنة للسيطرة على وباء كوفيد-19 المتزايد، ومع ذلك، حث الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وعضو فرقة عمل ترامب في البيت الأبيض لـ فيروس كورونا المستجد، على الحذر وأوصى بإجراء دراسات وبيانات أكثر صرامة حول تأثير الدواء على كوفيد-19.

ونقلت «تايم» أيضا، في وقت سابق الشهر الماضي، عن الدكتور نيل شلوجر، رئيس قسم أمراض الرئة والحساسية والرعاية الحرجة في كولومبيا، قوله إنه لا يزال من الممكن أن يلعب هيدروكسي كلوروكين دورًا في التحكم بالمرض نفسه، ربما كوسيلة لمنع العدوى بين الأشخاص الذين هم عرضة لخطر الإصابة بالفيروس التاجي، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتبحث دراسات أخرى حاليا في هذا الاحتمال.

صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©