Connect with us

فيروس كورونا

علماء: لا دليل على فاعلية أدوية الملاريا والضغط في علاج كورونا

تساؤلات عدة طرحها علماء حول دراسة نشرتها مجلة «ذا لانسيت» بشأن استخدام الأدوية المضادة للملاريا في علاج فيروس كوفيد-19

جدد علماء شكوكهم حول بيانات دراستين كبيرتين أجريتا حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، نُشرتا في اثنتين من المجلات العلمية الكبرى، اعتمادا على نفس المصدر من البيانات الطبية.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أثار علماء أسئلة عدة حول دراسة نشرتها مجلة «ذا لانسيت» العلمية البريطانية، بشأن استخدام الأدوية المضادة للملاريا في علاج فيروس كورونا المستجد، فيما نُشرت ورقة علمية أخرى بمجلة «نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسين» حول استخدام أدوية ضغط الدم أيضا في علاج كوفيد-19، بينما اعتمد باحثوها على نفس البيانات المسجلة من المصدر ذاته.

دراسات كوفيد-19 غير الدقيقة

اعتراض العلماء ينطلق من اعتقادهم في اعتماد الباحثين على بيانات «غير دقيقة» في الدراسات التي تُجرى حول فيروس كورونا المستجد، وبالتالي غياب الدقة عن الاستنتاجات التي تخرج بها تلك الدراسات، وما قد يشكله ذلك من خطورة على الصحة العامة، سواء لمصابي كوفيد-19 أو للأصحاء.

وكان باحثون شككوا، أمس الثلاثاء، في الدراسات التي تناقش أثر علاجات تقليدية في مواجهة الفيروس التاجي الذي ينتشر بسرعة حول العالم، وتعد هذه هي المرة الثانية التي يُشكك فيها العلماء في البيانات المستخدمة في الدراسات حول علاجات كوفيد-19 باستخدام العلاجات التقليدية.

تأتي هذه الشكوك مع استخدام الدراستين للسجلات الطبية الصادرة عن «شركة غير معروفة»، إذ طلب أطباء بمجلة «نيو إنجلاند» الإطلاع على تفاصيل البيانات وإعادة تقييمها، وعبّر محرروها «عن قلقهم»، مطالبين بتقديم دليل على أن تلك البيانات موثوقة.

من جانبها عبّرت «لانسيت»، في بيان نُشر اليوم الأربعاء، عن مخاوفها بشأن الورقة العلمية الخاصة بأدوية الملاريا، قائلة إن المحررين كُلفوا بإجراء مراجعة مستقلة للبيانات.

بيانات 100 ألف مريض

واعتمدت كلتا الدراستين على تحليل لنتائج المرضى من قاعدة بيانات خاصة تديرها شركة تدعى «سيرجسفير»، والتي تقول إن دراستها الاستقصائية تحتوي على معلومات دقيقة حول ما يقرب من 100 ألف من مرضى كوفيد-19 من 1200 مستشفى ومنشأة صحية أخرى في 6 قارات، بينما يقول العديد من خبراء بيانات الرعاية الصحية إنهم «لا يعرفون شيئًا» عن وجود تلك البيانات حتى وقت قريب.

كلتا الورقتين نُشرت في مايو الماضي عبر مجلات طبية مرموقة تخضع الدراسات فيها لـ«مراجعة الأقران» قبل النشر، وهو نهج علمي ضروري يتم إتباعه في المجلات العلمية البارزة للتحقق الكامل من نتائج الدراسات المنشورة، ومدى دقة المعلومات والبيانات الواردة فيها.

وكان للآراء الطبية المنشورة بمثل هذه المجالات تأثير كبير على المجتمع العلمي والقطاعات الصحية حول العالم، إذ تم إيقاف التجارب السريرية لأدوية الملاريا في جميع أنحاء العالم، وبحث مخاطر أدوية ضغط الدم التي يتناولها ملايين المرضى.

فمجموعة البيانات الكبيرة التي جمعتها ونشرتها شركة «سيرجسفير»، لم ير العلماء أنها ترتقي لمنزلة البيانات العلمية الدقيقة، وبالتالي لا يمكن استخدامها لاستخلاص نتائج يعتمد عليها في مواجهة الجائحة.

في حين يشير مختصون إلى «تناقضات كبيرة» بين عدد حالات فيروس كوفيد-19 المسجلة في بعض البلدان خلال فترة الدراسة، وعدد نتائج المرضى التي أبلغ عنها الباحثون خلال نفس الفترة، وقالوا على وجه الخصوص، إنه «من الصعب التوفيق بين بيانات سيرجسفير والتقارير الحكومية عامة».

الأدوية ليست كلها خطيرة

على النقيض، فإن العلماء بددوا المخاوف من تناول بعض الأدوية التقليدية لعلاج كوفيد-19، إذ ساد اعتقاد سابق أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قد يتعرضون للخطر حال تناولوا أدوية من نوع «مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين»، إذ كان بعض الناس يتساءل عما إذا كانت تلك الأدوية تلعب دورًا في تفاقم المرض.

وبدلاً من ذلك، كان المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية لديهم فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة مقارنة بأولئك الذين لم يتعاطوها، حيث ذكرت دراسات أخرى أن أدوية ضغط الدم لا تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي، ولا تزيد من خطر الإصابة بأمراض أكثر شدة.

ففي الورقة المنشورة في مجلة «ذا لانسيت»، قال المؤلفون إنهم حللوا البيانات التي تم جمعها من 671 مستشفى في 6 قارات شاركت المعلومات الطبية حول ما يقرب من 15 ألف مريض تلقوا الأدوية المضادة للملاريا و81 ألفا لم يتلقوها.

وخلصت تلك الدراسات إلى أن استخدام عقار الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين ربما زاد من خطر الوفاة في هؤلاء المرضى، بينما يرى علماء آخرون غياب الجدوى من استخدام أي من تلك العقاقير في علاج كوفيد-19.

صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©