بعد قرابة 6 أشهر من اجتياح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بلدان العالم، ونحو 8 أشهر من بداية رصده لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، بدا أن التعايش مع الفيروس التاجي خلال الأشهر القادمة أمر حتمي وأقرب للحدوث، وهو أيضا ما يبحثه كثير من المختصين وكذلك السلطات في عديد من دول العالم.
من بين المختصين الذين يرون حتمية التعايش مع الفيروس خلال الأشهر القادمة، ولحين تطوير لقاح أو اكتشاف علاج للجائحة، الدكتور فهيم يونس، رئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي نشر سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي على تويتر، ينصح فيها متابعيه كيفية التعايش مع جائحة كورونا بنسبة أقل من المخاطر.
خرافات ارتبطت بـ «كوفيد-19»
يدعو يونس إلى تجنب بعض «الخرافات» التي ارتبطت سابقًا بـ «كوفيد-19»، مؤكدا «لا يمكنك تدمير الفيروسات التي اخترقت الخلايا عن طريق شرب الكثير من الماء، فلا ترهق نفسك»، إذ يُقدِم كثيرون على تناول الكثير من السوائل خاصة الدافئة، ظنا منهم أنها تدفع الفيروس المحتمل أن يكون عالقا بالحلق إلى المعدة مباشرة، وبالتالي تتعامل المعدة بواسطة الإفرازات الحمضية داخلها للقضاء على الفيروس التاجي، وهو أمر لم يتم إثباته علميا.
الفيروس أيضا، وعلى عكس الاعتقاد السائد عند الغالبية العظمى، قد لا يتأثر بالصيف، بل ما زال فيروس كورونا المستجد ينتشر وبسرعة في العديد من دول العالم التي تتأهب لاستقبال فصل الصيف وتشهد بالفعل ارتفاعًا في درجات الحرارة.
أيضا دخول «الساونا» لا يقتل الفيروسات التي اخترقت الخلية، بل هي عملية تمثل خطورة في الوقت الحالي بسبب إمكانية انتشار العدوى الناجمة عن الاختلاط في مثل هذه الأماكن، أو استخدام أدوات الغير دون اكتراث بضرورة استبدالها، أو تعقيم الأماكن التي يتردد عليها الآخرون.
كما لا يمكن أن تكون محميًا من الفيروس –بحسب يونس- عن طريق شرب أو أكل الخل والسماق والصودا والزنجبيل، فكل هذا لم تتناوله أي دراسة علمية ولم تؤكده الاختبارات التي أجريت في هذا الشأن، فالاهتمام بالمناعة يكون في المجمل بتناول العناصر المكملة التي يحتاجها الجسم تحت إشراف الطبيب.
التزام الحرص وتجنب الهلع
ويقول دكتور فهيم يونس، في إحدى تغريداته على تويتر، إنه لا داعي للقلق بشأن طلبات الطعام الخاصة بك، فلم يثبت حتى الآن انتقال الفيروس عبر الطعام، وإن كان الأمر ضروريا أو مقلقا لك، يكفي تسخينه قليلا في الميكروويف للقضاء على أي احتمال لتواجد الفيروس على سطح الطعام المعد للأكل، إذ تسهم درجة الحرارة التي تزيد عن 60 مئوية في القضاء عليه.
ويدعو يونس لتجنب الفزع والهلع جراء تفشي الفيروس، مطالبا بالحرص والتزام التعليمات الصحية في هذا الشأن، قائلا: «سنعيش مع فيروس كورونا لعدة أشهر. فدع عنك الإنكار والفزع ولا تصعب عليك الحياة، ولنتعلم التعايش مع هذه الحقيقة»، مؤكدا في الوقت نفسه على فرضية أخرى متداولة، وهي أن فيروس كوفيد-19 لا يعلق في الهواء، فالعدوى تتطلب الاتصال الوثيق بين المصاب والشخص الآخر، لذا يمكنك الاستمتاع بحياتك في الأماكن المفتوحة مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، على حد تعبيره.
أيضا، اغسل يديك وعش حياتك كالمعتاد، فأكياس البضائع ومضخات البنزين وعربات التسوق وأجهزة الصراف الآلي لا تسبب العدوى ما دمت لا تلمس وجهك، إذ ينتقل الفيروس كما هو مؤكد حتى الآن عبر القطرات والرذاذ مثل الإنفلونزا.
ويقول يونس إنه من المحتمل أن تفقد خاصية الشم مع العديد من أمراض الحساسية والالتهابات الفيروسية، ويعد هذا عرضا غير محدد لكوفيد-19، مع أنه لا ينفي احتمالية إصابة الشخص بالفيروس التاجي، لكن ليس بالضرورة أن يكون مرتبطا بكوفيد-19، إذ يمكن للأعراض أن تتشابه، خاصة مع الفيروسات المنتمية للعائلة التاجية.
الفيروس أيضا يمكن أن يتراكم على القفاز ويمكن بسهولة أن ينتقل لوجهك، فمن الأفضل غسل اليدين باستخدام الصابون العادي جيدا وباستمرار ، بدلا من استخدام القفاز، وهي الخطوة الأهم دائما للوقاية من فيروس كوفيد-19، والتي ينصح بها عادة كل المختصين والعاملين في المجال الطبي، فالماء الجاري لا يكفي وحده للقضاء على الفيروس، كما ينبغي أن يتم غسل اليدين وفق الإرشادات الصحية المتعارف عليها، وهي أن يطال الغسل أطراف الأصابع، وأن يستمر لـ20 ثانية على الأقل مع التدليك بالصابون جيدا وإيصاله لكافة أجزاء اليد بالأعلى والأسفل، ولا يُشترط استخدام الصابون المضاد للبكتيريا بالضرورة، فكل أنواع الصابون، بما فيها الأنواع رخيصة الثمن، تكفي لتلك المهمة.