Connect with us

فيروس كورونا

لقاحان ضد «كوفيد-19» ينجحان في التجارب الأولية

مؤشرات أولية عن لقاحين ضد «كوفيد-19» تمنح مزيدًا من الأمل في إنهاء كابوس الجائحة المستمرة في حصد الأرواح عالميًا

أظهر لقاحان ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) نتائج واعدة في اختبارات أولية على الحيوانات، أحدهما حقق نسبة نجاح 100% بحسب ما يروج مطوروه أنفسهم.

يأتي ذلك ضمن جهود الآلاف من العلماء حول العالم يسابقون الزمن لإيجاد علاج فعال ولقاح استباقي يقي شر الإصابة بفيروس كوفيد-19، الذي أصاب نحو 4.7 مليون شخص حول العالم، وخلف ما يقرب من 313 ألف حالة وفاة.

تجارب على القرود والنتائج مُبشرة

وتأتي البشائر الأولى من جامعة أكسفورد البريطانية، إذ يبدو أن لقاحًا تجريبيًا ضد الفيروسات التاجية فعال في منع الإصابة بـ«كوفيد-19»، وفقًا لنتائج دراسة صغيرة أجريت على 6 قرود، جاءت إيجابية ومبشرة إلى حد كبير.

وبحسب موقع NBC News الأمريكي، نشر علماء أكسفورد، في وقت مبكر يوم الخميس، النتائج الأولية للقاح على خوادم (سيرفرات) تابعة لمختبرات أكسفورد، وذلك على هيئة ملف علمي «قبل الطباعة».

ويعني بـ«ما قبل الطباعة» الدراسات التي لم تخضع لعملية مراجعة صارمة تشترطها المجلات الطبية والعلمية قبل نشر الأبحاث، لكن العديد من العلماء ينشرون نتائج كهذه للجمهور في شكل طبعات مسبقة بسبب المستوى العالي من الاهتمام المحيط بالعلاجات واللقاحات المحتملة لكوفيد-19، المرض الذي يسببه الفيروس التاجي، وتتعاون شركة أدوية كبرى مع أكسفورد لإنتاج لقاح حتى قبل الموافقة عليه.

اقرأ أيضا: الصحة العالمية: «كوفيد-19» سيقتل 150 ألفًا في إفريقيا

التقرير الجديد من جامعة أكسفورد يستند إلى النتائج المرصودة عن تطعيم 6 قرود من فصيلة «مكاك ريسوسي»، وتعتبر هذه القرود وكيل جيد عن البشر لبحث كيفية عمل الأدوية وتوقع نتائجها المستقبلية في الاستخدام الحقيقي مستقبلًا، لأنها تشترك في غالبية جيناتها مع البشر.

اللقاح منع الالتهاب الرئوي

وأعطيت الحيوانات نصف الجرعة التي يتم اختبارها حاليا على الإنسان، وبدأت هذه التجارب  في 24 أبريل الماضي وشملت حوالي 1110 شخصًا من المتطوعين، وأفاد الباحثون أن بعض القرود على الأقل طورت أجسامًا مضادة للفيروس في غضون 14 يومًا من تلقيها للقاح، وكان لدى جميع الحيوانات المحصنة أدلة على وجود أجسام مضادة في غضون 28 يومًا.

علاوة على ذلك، قال الباحثون –وفقا للموقع الأمريكي- إن اللقاح يبدو أنه منع الالتهاب الرئوي ومشاكل الرئة الأخرى في الحيوانات الخاضعة لتجربة اللقاح، بعد تعرضهم للفيروس التاجي.

اقرأ أيضا: علماء: حان الوقت للكمامات القماشية.. وهذه شروط التعقيم

ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن نجاح لقاح أكسفورد في نهاية المطاف، فالدراسات على البشر مستمرة، وفريق البحث هذا واحد من عدة فرق في جميع أنحاء العالم تعمل بوتيرة متسارعة لإيجاد لقاح آمن وفعال للفيروس التاجي، لكن حتى الآن، يبدو أن لقاح أكسفورد يحمل أكبر قدر من الوعود بأن يصبح أول لقاح يمكن الوصول إليه على نطاق واسع، إذا ثبت نجاحه.

وقال علماء أكسفورد في وقت سابق إنهم يأملون في الحصول على بيانات كافية لإظهار أن اللقاح فعال بحلول بداية يونيو، وتوقعوا أن يتم إنتاج اللقاح بحلول سبتمبر.

لقاح محتمل بنسبة نجاح 100%

البشرى الأخرى مصدرها شركة «سورينتو» لصناعة الدواء، إذ يشير بيان للشركة الأمريكية، إلى تمكنها من تطوير لقاح وصفته بـ«الطفرة» في علاج محتمل لـ SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، وفقا لما جاء في موقع Tech Crunch الأمريكي.

ونشرت الشركة تفاصيل أبحاثها قبل السريرية يوم الجمعة، معلنة أنها عثرت على جسم مضاد يوفر «تثبيطًا بنسبة 100٪ لعدوى فيروس سارس-2 في الخلايا السليمة بعد 4 أيام من حضانة الفيروس»، على حد وصفهم، وهو الترويج الذي لاقى تشكيكا من قبل متابعين اقتصاديين، يرون فيه «مبالغة» تستهدف رفع قيمة أسهم الشركة المنتجة في البورصات العالمية، منها ما عبرت عنه افتتاحية «وول ستريت جورنال» الأمريكية، التي طالبت بالتريث في التصديق الكامل لمثل هذا الترويج، في مقال رأي بعنوان «كن متشككا 100% في لقاح يعالج فيروس كورونا بنسبة 100%».

اقرأ أيضا: جدل أخلاقي حول إصابة «أصحاء» عمدًا بفيروس كورونا

فالنتائج المعلنة والمرصودة من دراسة «ما قبل السريرية» لا تزال بحاجة إلى «مراجعة الأقران»، وهي خطوة لازمة في كل الأبحاث العلمية تقريبا قبل نشر الدراسة التي يتم إخضاعها لتلك الخطوة، وتعني مراجعة الأقران أن يقوم مختصون في المجال ذاته محل الدراسة، بمراجعة البحث المقدم من الجهة العلمية الساعية لتسجيل دراستها، وبالتالي تتبع ورصد نتائجها وكتابة التقييم العلمي، لتحال الدراسة بعد ذلك للنشر بالمجلات العلمية، حال اجتازت تلك الخطوة.

وبإسقاط ذلك على التجارب المنشورة من قبل «سورينتو» يتبين أن الدراسة لا تزال في الطور التجريبي الأولي، لكن نتائجها –وبحسب مختبرات الشركة- أظهرت تطورًا واعدًا، حيث تواصل الشركة العمل على إنتاج مزيج من الأجسام المضادة التي يمكن أن توفر الحماية ضد السارس- CoV-2 حتى في حال ظهرت طفرات جديدة للفيروس، على حد وصفهم.

وتقول سورينتو إنها تعتقد أن هذا الجسم المضاد، المسمى STI-1499، برز بين مليارات الأجسام المضادة المرشحة، والتي تم فحصها من مكتبة الأجسام المضادة البشرية واسعة النطاق، وذلك لقدرته على منع تفاعل بروتينات السارس- CoV-2 تمامًا مع الإنسان مستقبل الخلية المستهدفة، وهذا يعني أنه يمنع الفيروس من الالتصاق بالخلية السليمة للمضيف، ما يؤدي بالتالي إلى الحضانة والعدوى.

«كوكتيل» شركة سورينتو الفعّال

ويشير Tech Crunch إلى أن طبيعة فاعلية الجسم المضاد المطور تعني أن «سورينتو» تعتقد حاليًا أن لديها أول جسم مضاد يتم تضمينه فيما أطلقت عليه وصف «كوكتيل» نظرا لأنه يتكون من عدد كبير من الأجسام المضادة المختلفة الممزوجة معًا، والتي تُظهر فاعلية في منع التعلق ببروتين الفيروس، من أجل توفير سبل حماية متعددة مصممة لتبقى فعالة حتى إذا كان الفيروس يتحور في انتقاله من شخص لآخر، أو داخل نفس الشخص.

إن أحد الأسئلة الكبيرة البارزة التي يعمل الباحثون على الإجابة عنها حاليًا هو استكشاف إمكانية حدوث طفرات معدلة لفيروس مثل SARS-CoV-2، حيث أن العديد من الفيروسات التاجية مثل نزلات البرد تظهر ميلًا إلى التحور بسرعة كبيرة، مما يجعل العلاجات طويلة الأمد صعبة التطوير.

اقرأ أيضا: قلق عالمي من مرض ذا صلة بـ«كوفيد-19» يصيب الأطفال

والغرض من نظام COVID-SHIELD الخاص بشركة سورينتو هو معالجة هذا الأمر من خلال مزيج قوي من الأجسام المضادة المختلفة توفر الحماية ضد سلالات مختلفة من الفيروس، لكن الشركة تقول إنها ستواصل أيضًا تطوير الجسم المضاد STI-1499 بمفرده كعلاج مخصص ومستقل لكوفيد-19، وتجري الشركة بالفعل مناقشات مع المنظمين حول كيفية الإسراع في تطوير هذا العلاج المحتمل، وتزيد من قدرتها الإنتاجية أيضًا بهدف إنتاج ما يصل إلى مليون جرعة في نفس الوقت الذي تسعى فيه للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لاستخدامه.

صحفي متخصص في التقنية والسيارات، عضو نقابة الصحفيين المصرية، المحرر العام السابق لمجلة «الشرق تكنولوجي»، ومحرر التقنية السابق بالنسخة العربية من صحيفة AS الإسبانية، ومؤسس «نوتشر دوت كوم»، شارك في تحرير إصدارات مطبوعة وإلكترونية متخصصة في التقنية بصحف عربية عدة.

Continue Reading
اضغط لكتابة تعليق

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

جميع حقوق النشر محفوظة، نوتشر 2020 - 2025 ©