يعول باحثون على البيانات التي قد يزودهم بها الموقع الاجتماعي الأشهر «فيسبوك» حول الحالة الصحية لمستخدميه، لرسم الخطط المستقبلية واختيار أفضل القرارات في حربهم ضد جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
ويفيد تقرير نشره موقع Voice of America أن فيسبوك قد يعرف الكثير عن مستخدميه، عبر البيانات التي يجمعها باستمرار لتوظيفها في تحديد اهتماماته وعرض المناسب من أخبار وإعلانات على «خلاصة الأخبار» الخاصة بالمستخدم.
ويتساءل الموقع الأمريكي «هل ستملأ استبيانًا على موقع التواصل الاجتماعي حول شعورك اليوم؟»، إذ بدأ فيسبوك في اختبار مدى تفاعل جمهور المستخدمين مع استبيان يعرضه الموقع في مناطق جغرافية محدودة بشكل تجريبي، كي يجمع البيانات المتعلقة بحالتهم الصحية، وتزويد المؤسسات العلمية والصحية بها، لتحليلها والوصول إلى أفضل تقييم للقرارات المحتملة بشأن استعدادات القطاعات الصحية التي قد تستقبل الحالات المتوقعة.
فمن الممكن أن تساعد هذه المعلومات الباحثين والمسؤولين على اجتياز الوباء الحالي، وهذه الفكرة هي أساس العديد من الجهود المبذولة حاليا للوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الإنترنت للعثور على نقاط تفشي الفيروس قبل وقت طويل من غمر المستشفيات بالحالات المصابة.
جمع البيانات وتحليلها
ومع بدء الانفتاح التدريجي في بلدان عديدة بعد أشهر من الإغلاق العام، يبحث مسؤولون حكوميون بأمريكا عن مؤشرات رائدة، كبيانات قد تتوقع أن تفشي المرض قادم، وذلك لمساعدتهم على اتخاذ قرارات رئيسية حول ما يجب فتحه ومتى.
أحد المؤشرات تتم عبر نظام «مسح الأعراض» الذي تم إنشاؤه من قبل الباحثين في جامعة كارنيجي ميلون، ويظهر الاستطلاع في الجزء العلوي من خلاصة الأخبار على فيسبوك، ويسأل عما إذا كان المستخدم يعاني من أعراض كوفيد-19 بما في ذلك الحمى والسعال وضيق التنفس.
المسح هذا سيكون مباشرا على مستوى العالم من خلال شراكة مع جامعة ميريلاند، بينما التركيز الأكبر سيكون على حسابات المستخدمين الخاصة بالولايات المتحدة، وحول هذا تقول لورا ماكجرمان، مسؤولة سياسة فيسبوك: «نتلقى حوالي 150.000 رد يوميا».
تحديث يومي للبيانات
من جانبهم يُجري باحثو كارنيجي ميلون تحديثا للبيانات يوميًا على موقع COVIDcast بالجامعة، ويمكن لزوار الموقع إلقاء نظرة على مقاطعات محددة حسب التاريخ ومجموعة البيانات.
وقال ريان تيبشيراني، القائد المشارك لفريق استجابة كوفيد-19 التابع لكارنيجي ميلون، في بيان: «التقديرات في الوقت الحقيقي التي استخلصناها ترتبط بأفضل البيانات المتاحة عن نشاط الوباء».
وقال إن المعلومات «تعطينا الثقة في أننا قد نتمكن قريبًا من إعطاء توقعات مسؤولي الرعاية الصحية» لعدة أسابيع في المستقبل.
ويشارك فيسبوك أيضًا بيانات تنقل المستخدمين مع جامعة هارفارد، بهدف مساعدة الباحثين على إنشاء خريطة للتغيرات اليومية في حركة السكان حسب الولاية والمقاطعة، إذ يساهم الأشخاص الذين يستخدمون تطبيق فيسبوك للجوال مع تشغيل سجل المواقع في جمع هذه البيانات.
ويمكن لواضعي السياسات استخدام هذه المعلومات لفهم كيفية استجابة المجتمعات المحلية لإجراءات التباعد الاجتماعي وما إذا كانت هناك حاجة إلى تدابير إضافية.
ويحذر الباحثون من أن مجموعات البيانات ليست سوى طبقة أخرى من المعلومات التي تشير إلى الاتجاهات المحتملة في انتشار المرض. إنهم ليسوا حاسمين من تلقاء أنفسهم.